ما تحتاج لمعرفته عن أزمة اللاجئين العالمية

يشهد العالم أكبر وأسرع تزايد في عدد الأشخاص الذين أُجبروا على مغادرة ديارهم على الإطلاق. ففي عام 2014، بلغ متوسط عدد النازحين 42,500 شخص يومياً.

ويهرب ملايين الناس من النزاعات في سوريا والعراق وأفغانستان وأوكرانيا، ومن الاضطهاد في أجزاء من جنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبذلك يخلقون أعلى مستوى من النزوح منذ الحرب العالمية الثانية.

يحتاج العالم بشدة للتوصل إلى استجابات أفضل لهذه الأزمة العالمية. وإليكم بعض التحركات السكانية التي قامت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بتغطيتها في العام الماضي وحده:

وفقاً لتقرير الاتجاهات العالمية الجديد الذي أصدرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تعرض ما يقرب من 60 مليون شخص للنزوح القسري من منازلهم في نهاية عام 2014.

إننا نشهد تغييراً في النموذج، انزلاق دون رادع إلى عصر يتضح فيه الآن أن أي شيء شهدناه من قبل يتضاءل أمام حجم النزوح القسري على المستوى العالمي، فضلاً عن الاستجابة المطلوبة
— المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس
عدد النازحين جراء الحروب من 2005 - 2014

عدد النازحين جراء الحروب من 2005 - 2014

من الذي يفر؟

* سوريا هي الآن أكبر مصدر للاجئين في العالم (3.88 مليون)، بعد أن تجاوزت أفغانستان (2.59 مليون)، في حين يأتي الصومال في المركز الثالث (1.1 مليون).

لاجئون أكراد سوريون يعبرون الحدود من سوريا إلى تركيا، بالقرب من بلدة كوباني. وقد حول الصراع السوري، الذي بدأ في عام 2011، البلاد إلى أحد أكبر دوافع النزوح في العالم. (إ. بريكيت/مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)

لاجئون أكراد سوريون يعبرون الحدود من سوريا إلى تركيا، بالقرب من بلدة كوباني. وقد حول الصراع السوري، الذي بدأ في عام 2011، البلاد إلى أحد أكبر دوافع النزوح في العالم. (إ. بريكيت/مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)

* في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ارتفع معدل النزوح العام بنسبة 17 بالمائة في عام 2014، مدفوعاً بالحرب الأهلية في جنوب السودان والصراعات في الصومال ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.

* في جنوب شرق آسيا، أدى اضطهاد الروهينجا، وهي مجموعة عرقية مسلمة عديمة الجنسية من ميانمار، إلى أزمة لاجئين واتجار في البشر، وتم الكشف عن مقابر جماعية في مخيمات بالغابات في تايلاند وماليزيا، وتقطعت السبل بآلاف الأشخاص على متن قوارب في عرض البحر.

* يشكل الإريتريون ثاني أكبر مجموعة من طالبي اللجوء الذين يخاطرون بحياتهم من أجل عبور البحر المتوسط بعد السوريين. وقد وصل ما يقرب من 11,000 إريتري إلى ايطاليا حتى الآن هذا العام، وقدم ما يقرب من 37,000 طلبات لجوء في الاتحاد الأوروبي في عام 2014.

من الذي يستضيفهم؟

تركيا هي الآن الدولة التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ويرجع ذلك أساساً إلى اندلاع الصراع في سوريا المجاورة. وتليها لبنان وإيران وباكستان.

في عام 2014، قدّم رقم قياسي بلغ ما يقرب من 1.7 مليون شخص طلبات لجوء أو طلبات للحصول على وضع لاجئ. ونظراً لتلقيه 274,700 طلب لجوء، أصبح الاتحاد الروسي أكبر مستقبل للطلبات الفردية الجديدة في العالم، ويرجع ذلك أساساً إلى اندلاع النزاع في أوكرانيا.

* اليونان في سبيلها إلى اللحاق سريعاً بإيطاليا باعتبارها المدخل الرئيسي للمهاجرين وطالبي اللجوء إلى أوروبا. يصل الآن 600 مهاجر وطالب لجوء في المتوسط يومياً إلى الشواطئ الشرقية لبحر ايجه، وقد وصل ما مجموعه 42,000 حتى الآن في عام 2015، أي بزيادة ستة أضعاف عن العام الماضي.

عائلة مهاجرة تهبط إلى الشاطئ في سكلالا سيكامينياس. غالبية الوافدين إلى اليونان من السوريين، يليهم الأفغان (جيولا برتولوتسي/إيرين)

عائلة مهاجرة تهبط إلى الشاطئ في سكلالا سيكامينياس. غالبية الوافدين إلى اليونان من السوريين، يليهم الأفغان (جيولا برتولوتسي/إيرين)

* في الاتحاد الأوروبي، تلقت ألمانيا والسويد أكبر كمية من طلبات اللجوء في عام 2014. وتعرضت العديد من الدول الأوروبية (والولايات المتحدة) للانتقاد بسبب تقاعسها عن قبول عدد أكبر من اللاجئين السوريين من خلال برامج إعادة التوطين.

الرحلة

فتحت الحرب الأهلية في ليبيا البلاد على مصراعيها لتصبح بوابة للوصول إلى أوروبا. ويتحمل العديد من المهاجرين الأفارقة الرحلات الطويلة المحفوفة بالمخاطر عبر الصحراء الكبرى، وغالباً ما يعانون من الخطف والعنف على أيدي المهربين. أما الذين يصلون في نهاية المطاف إلى ليبيا، فيواجهون خطر الاعتقال وقضاء فترات طويلة في واحد من 20 مركز اعتقال رسمي في البلاد - وكلها مكتظة وتعاني من نقص في التمويل.

اقرأ المزيد عن مراكز الاعتقال في ليبيا

ايمانويل وجوناتا محتجزان في مركز اعتقال ليبي، بعد أن هربا من التجنيد العسكري إلى أجل غير مسمى في إريتريا

ايمانويل وجوناتا محتجزان في مركز اعتقال ليبي، بعد أن هربا من التجنيد العسكري إلى أجل غير مسمى في إريتريا

أوروبا المنيعة

الدول الأوروبية منقسمة حول كيفية التعامل مع الأعداد المتزايدة من المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يحاولون دخول الاتحاد الأوروبي. فسوف تبدأ المجر قريباً في بناء سور على الحدود مع صربيا، في حين تبنت بلغاريا نهجاً قاسياً تجاه الارتفاع الحاد في عدد حالات الدخول غير النظامي من تركيا. ومررت إسبانيا مؤخراً قانوناً يجيز تطبيق الإعادة الفورية إلى المغرب على المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يخترقون الجيبين المسيجين في شمال أفريقيا، وهما مليلية وسبتة.

مع ذلك، فإن تكثيف الرقابة على الحدود، والإبعاد عن الحدود، والتقارير الواردة عن سوء المعاملة لم تردع المهاجرين وطالبي اللجوء أو تمنعهم من الاستمرار في محاولة الوصول إلى أوروبا. عند إغلاق أحد الحدود، يجد المهاجرون والمهربون طرقاً أخرى.

صورة تبين مئات اللاجئين والمهاجرين على متن قارب صيد قبل لحظات من إنقاذهم بواسطة البحرية الإيطالية كجزء من عملية بحرنا في يونيو 2014. وقد حدثت زيادة كبيرة في عدد اللاجئين الذين يبحثون عن الأمان من خلال القيام برحلات بحرية خطرة، بما في ذلك عبر البحر ا…

صورة تبين مئات اللاجئين والمهاجرين على متن قارب صيد قبل لحظات من إنقاذهم بواسطة البحرية الإيطالية كجزء من عملية بحرنا في يونيو 2014. وقد حدثت زيادة كبيرة في عدد اللاجئين الذين يبحثون عن الأمان من خلال القيام برحلات بحرية خطرة، بما في ذلك عبر البحر الأبيض المتوسط (ماسيمو سيستيني/خفر السواحل الإيطالي)

وقد هيمنت الوفيات التي حدثت في عرض البحر الأبيض المتوسط على عناوين الصحف في وقت سابق من هذا العام، ولكنها لا تمثل إلا جانباً واحداً من الرحلة المحفوفة بالمخاطر على نحو متزايد التي يقطعها المهاجرون وطالبو اللجوء بغرض الوصول إلى أوروبا:

النزوح الداخلي

ارتفع عدد النازحين داخل حدود بلدانهم أيضاً في عام 2014: