تقرير وتصوير أندريه بونوجوفيسكي من كييف، أوكرانيا
في مارس 2014، وفي أعقاب قيام الثورة الأوكرانية، تحولت المظاهرات التي نظمتها جماعات موالية للروس وجماعات مناهضة للحكومة في دونباس، المنطقة الشرقية من أوكرانيا، إلى صراع مفتوح بين "الجمهوريات الشعبية" المعلنة ذاتياً، دونيتسك ولوهانسك، والقوات العسكرية الأوكرانية.
ولقي ما لا يقل عن 8,000 شخص مصرعهم خلال هذا الصراع المستمر. ولم يكن النظام الطبي الأوكراني مهيئاً للتعامل مع الآثار النفسية للحرب في المنطقة الشرقية. والجدير بالذكر أن آخر مرة شاركت فيها الدولة في نشاط حربي كانت خلال الحملة العسكرية السوفياتية في أفغانستان، أي قبل 30 عاماً.
ووفقاً للطبيب الكولونيل فسيفولود ستيبليوك، المستشار في الطب وإعادة التأهيل في وزارة الدفاع الأوكرانية، يوجد قرابة 24,000 عالم نفس مرخص ولكن هناك حوالي 1,000 فقط يمكنهم أن يكونوا فعالين في علاج الجنود والمتطوعين الذين يعانون من اضطرابات نفسية إثر تعرضهم للصدمة.
ويكمن جزء من المشكلة في حقيقة أن الأمراض العقلية لا تزال تعتبر نوعاً من العار في أوكرانيا، كما أن الجنود يجدون صعوبة في الحصول على المساعدة. وفي هذا الإطار، تدير منظمة محاربي أوكرانيا الجرحى، وهي منظمة تساعد قدامى المحاربين الجرحى والمتطوعين والمساعدين الطبيين في التعامل مع الآثار الناجمة عن الحرب، حلقات عمل في كييف حول كيفية القيام بذلك.
جنود يمسكون بأيدي بعضهم البعض خلال أحد التمرينات.
جندي يرقد على سجادة خلال جلسة تمرينات بدنية.
جندي يرقد على سرير في مستشفى عسكري في كييف، حيث يخضع للعلاج من إصابة في رجله تعرض لها أثناء مشاركته في القتال في شرق البلاد.
يستخدم أحد المرضى في مستشفى إربين العسكري، خارج العاصمة كييف، نظام الممارسة الافتراضية التفاعلية لتحسين السيطرة على تحركاته. ويُعد هذا المستشفى المركز الأكثر تقدماً لإعادة التأهيل البدني والنفسي في أوكرانيا.
جندي جريح يلعب ببالون في سريره في المستشفى العسكري المركزي في كييف. ويقول العديد من الجنود الذين أصيبوا بجروح أنهم لا يثقون في علماء النفس، لأنهم لم يروا الحرب رأي العين.
ممرضة تساعد جندي أثناء تلقيه العلاج الطبيعي في مستشفى إربين العسكري. ويقول الأطباء أن النظام الطبي الأوكراني مجهز للتعامل مع الجروح الجسدية، وليس للآثار النفسية للحرب.
جندي يدفع نفسه أثناء تلقيه العلاج الطبيعي في مستشفى إربين العسكري. وهذه الغرفة مزودة بأجهزة ومعدات سوف يحتاجها للتكيف مع الحياة بعد تعافيه من الإصابات التي أدت إلى أضرار في جهازه العصبي.
ممرضة تشرف على مريض في غرفة للاسترخاء في مستشفى إربين. وهناك من يرون داخل النظام الطبي أن جهود إعادة التأهيل تعاني من نقص شديد في الكوادر والتمويل.
يقود أوليغ هوكوفسكيي، الأول من اليسار، وهو طبيب ومعالج نفسي، حلقة عمل تنظمها منظمة محاربو أوكرانيا الجرحى. وتهدف هذه الندوات إلى تدريب المحاربين القدامى الأوكرانيين لكي يصبحوا مدربين ويساعدوا الجنود الآخرين في فهم الاضطرابات الناجمة عن صدمات الحرب ومقاومتها.
بافل وناتاليا يحتضنان بعضهما خلال إحدى حلقات العمل. بافل جندي روسي من موسكو انضم إلى القوات الأوكرانية لمحاربة المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد. وناتاليا متطوعة تساعد القوات الأوكرانية على خط المواجهة.
للاطلاع على تقرير شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) السابق حول نقص المساعدات في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، انظر: الكفاح من أجل البقاء على خط المواجهة في أوكرانيا.
تحرير أندرو غالي، صور الغلاف: منظمة ميرسي كور/بريندان هوفمان