هدوء قصير الأمد في موجات اندفاع اللاجئين عبر مقدونيا

غيفغيليا - يواصل آلاف اللاجئين العبور إلى مقدونيا قادمين بشكل يومي من اليونان. وفي حين قامت السلطات في كلا البلدين بتحسين أدائها في إدارة الحشود على الحدود، إلا أن حفظ النظام لا زال هشّاً ويمكن أن يتبخر بسرعة عندما تفشل القطارات في الانطلاق في الوقت المناسب أو عندما تتدهور حالة الطقس.

محطة القطارات في غيفغيليا مهجورة تقريباً الآن

محطة القطارات في غيفغيليا مهجورة تقريباً الآن

عادت محطة السكك الحديدية في غيفغيليا قرب الحدود المقدونية مع اليونان إلى طبيعتها الهادئة في أعقاب مظاهر الفوضى التي عمت المكان الشهر الماضي عندما حاول الآلاف من المهاجرين واللاجئين التكدس والركوب على متن قطارات مكتظة متجهة إلى صربيا.

ولم تتضاءل أعداد الأشخاص الذين وصلوا من اليونان والراغبين في مواصلة رحلتهم عبر مقدونيا وصربيا والمجر، ولكن تم توجيههم الآن إلى مركز احتجاز مؤقت بجوار سكة القطار على بعد كيلومترين اثنين إلى الجنوب من المدينة حيث يتم التعامل مع 3,000 إلى 8,000 لاجئ يومياً، معظمهم من السوريين.

ويتم قبول اللاجئين في المخيم الجديد ضمن مجموعات مؤلفة من 50 شخصاً من خلال السير لمسافة قصيرة على مسار حجري بجانب النهر، بأسلوب يتناغم مع عملية دخولهم التدريجي عبر الحدود اليونانية. ويبدو أن هناك قدراً غير متوقع من التنسيق يجري بين هاتين الدولتين التي توجد بينهما بعض مشاعر العداء في بعض الأحيان.

بين كروم العنب العشوائية خارج المخيم، يمكن العثور على جميع أنواع المخلفات البشرية

بين كروم العنب العشوائية خارج المخيم، يمكن العثور على جميع أنواع المخلفات البشرية

وعلى أطراف المخيم، يتم فرض إجراءات أمنية مشددة ورقابة على دخول وسائل الإعلام. أما في الداخل، فيقوم الصليب الأحمر، والمنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأربع منظمات غير حكومية محلية بتوفير المأوى وتوزيع الطرود الغذائية وزجاجات المياه (لا توجد هناك تمديدات للمياه).

شبان سوريون ينتظرون القطار التالي في المخيم المؤقت

شبان سوريون ينتظرون القطار التالي في المخيم المؤقت

ويتم توقيت الوصول للاجئين إلى المخيم ليتزامن مع أوقات مغادرة القطارات حيث يتوجه نحو خمسة منها إلى صربيا كل يوم، ويوجد في بعضها 10 عربات. ويتم توجيه أي أعداد فائضة من اللاجئين للركوب في أساطيل الحافلات والحافلات الصغيرة وسيارات الاجرة التي تنتظر على مسافة قصيرة من المخيم على طرف المدينة.

وعندما قامت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بزيارة المكان كان هناك 25 حافلة تصطف إلى جانب العديد من سيارات الأجرة. وحاول سائق سيارة أجرة اجتذاب الركاب بقوله لمجموعة من اللاجئين السوريين أنه يستطيع مساعدتهم على تجنب دخول مخيم الاستقبال في صربيا، لكنهم لم يصدقوه. وردّ عليهم بحدّة وقد احمرّ وجهه غضباً: "حسناً اذهبوا إلى المخيم".

ويدفع اللاجئون 10 يورو لركوب القطار، و20 يورو للحافلة، و25 يورو لكل شخص لركوب سيارات الأجرة. ومع استقطاب المدينة لكل شكل من أشكال الطاقة الاستيعابية الزائدة في مجال النقل في البلاد، فهناك احتمالات أقل أن يرفع السائقون الأجرة.

اللاجئان الأفغانيان، علي ومحمد، على متن قطار على وشك المغادرة نحو الحدود الصربية

اللاجئان الأفغانيان، علي ومحمد، على متن قطار على وشك المغادرة نحو الحدود الصربية

متعلقين بنافذة القطار استعداداً للرحيل، قال علي ومحمد القادمان من مدينة هيرات في أفغانستان أنهما متجهان إلى ألمانيا. وجميع من سألناه كان يقول الشيء نفسه: "ألمانيا!"

فبالنسبة لهما، مثل العديد من اللاجئين الآخرين، تعد ألمانيا منارة الأمل. ولكن ما لا يعرفانه هو ما إذا كانت السلطات الألمانية ستمنحهما وضع اللاجئ، على قدم المساواة مع زملائهما المسافرين السوريين.

وبينما كانا يدخنان ويبتسمان، رفضا شراء علبة سجائر حاول تاجر محلي بيعها لهما بثلاثة يورو. يجب أن تبلغ تكلفتها يورو واحد فقط. وحاول التاجر مرة أخرى قائلاً: "[عليك أن تذهب إلى] اليونان لتشتري السجائر بمبلغ 2 يورو!" ولكنهما لم يبتلعا الطعم.

وفي يوم الخميس، مع تحول الطقس نحو الرطوبة والبرودة، عادت الفوضى عندما توقفت القطارات بسبب وقوع إضراب، وواجه حرس الحدود صعوبات جمّة في احتواء الآلاف من اللاجئين الذين اضطروا لانتظار الحافلات في الوحل والمطر.

وقد ألمح وزير خارجية مقدونيا أن بلاده قد تسير قريباً على خطى المجر وتقوم ببناء سور على حدودها.

فقد لقيت تصريحات أصدرها نيكولا بوبوسكي لصحيفة الأعمال المجرية فيغييلو صدىً واسعاً حين قال: "نحن أيضاً سنحتاج إلى نوع من أنواع الدفاع المادّي للحد من عبور الحدود بطريقة غير مشروعة ... إما جنود أو سور أو مزيج من الاثنين".

تقرير وصور مارك بيري