أدت حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية إلى مقتل المئات من المدنيين في العراق وسوريا، على الرغم من الاعتراف الرسمي بمقتل اثنين فقط، كما يزعم تقرير جديد.
ويقول التقرير أن قنابل التحالف قتلت ما يقرب من 591 مدنياً خلال المعركة المستمرة لمدة عام والتي تهدف إلى دحر المتشددين الاسلاميين. وتتضاءل حصيلة الوفيات مقارنة بخسائر تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن مجموعة اير وورز (Airwars)، التي أصدرت البحث، تدعي أن فشل الولايات المتحدة ودول أخرى في الإفصاح عن معلومات كافية يخلق مساحة لنمو دعاية الإسلاميين.
ويتضمن التقرير، الذي جاء نتيجة أبحاث استمرت لمدة ستة أشهر، قائمة بكل المدنيين الذين يُشتبه في مقتلهم في عامي 2014 و 2015، بما في ذلك العديد من الأطفال. وقال كريس وودز، مدير المجموعة، أن البحث أثار أسئلة كبرى حول استراتيجية التحالف ودعا الأمم المتحدة إلى رصد عدد المدنيين الذين قُتلوا والإبلاغ عنه.
الشفافية
من المعروف أن إثبات المسؤولية عن مقتل المدنيين في القانون الدولي صعبة للغاية. مع ذلك، من الناحية النظرية، يمكن تحميل بعض البلدان المسؤولية إذا ما ثبت أنها لم تتخذ خطوات كافية لحماية المدنيين.
وباستثناء كندا، أدلت جميع الدول الأعضاء في التحالف بمعلومات جزئية فقط عن هجماتها (انظر الجدول أدناه). وهذا ما يجعل التحقق من تلك الأحداث أكثر صعوبة.
وقال وودز في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "البلدان الفردية تختبئ وراء التحالف" لتجنب الأسئلة المحرجة.
وأضاف وودز أن "كل دولة منفردة مسؤولة عن المواطنين الذين تقتلهم - وهذا هو موقف الائتلاف. ولكن ما لم تحذ كل الدول حذو كندا، فلن تكون هناك أية مساءلة عن القتلى. وهذا شرط، وليس خياراً".
في سوريا، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان ومجموعات الرصد الأخرى موجودة قبل بدء الضربات الجوية التي يشنها التحالف، ولكن في العراق، لا توجد مثل هذه الكيانات وجمع المعلومات الدقيقة قليل. وقال وودز أن "العراق في وضع محزن جداً في الوقت الحالي، ولا يوجد أحد على الأرض يرصد الهجمات".
وعلى الرغم من أن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تقوم بإحصاء عدد القتلى من المدنيين بسبب النزاع، إلا أنها لا تدرج الأشخاص الذين قُتلوا جراء الضربات الجوية التي يشنها التحالف. وطالب وودز بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ببدء الرصد والإبلاغ عن الإصابات الناجمة عن غارات جوية، مشيراً إلى أن بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان تفعل ذلك بالفعل.
في الخريطة الموجودة أدناه، يمكنك أن ترى جميع القتلى المزعومين من المدنيين. انقر على فقاعة لرؤية المزيد من المعلومات.